عبد الله الفيضي الأماني
" إذا الشَّعْبُ يِومًا أرادَ الحَيَاةَ
فَلا بُدَّ أن يَسْتَجِيبَ القًدَر
ولا بُدَّ لليل أن ينجلي
وَلاَ بُدَّ للقيد أن ينكسر"
إذا ما طَمُوحاتُ شُبّانِ شَعبٍ
سَمَتْ أن تَساوَتْ سماء َالقَمَر
وأرْسَتْ خِيامًا بِمَيدانِ مِصرٍ
"فلا بُدَّ ان يستجيب القدر!"
ولا بُدّ مِنْ أنْ تُدَكَّ العُروشُ
ولا بُدَّ أن يستطِير الخَطَر!!
***
[if !mso]>
إذَا لَمْ يَكُنْ لِلضِّيَاءِ وُجُودٌ
فَمَاذَا لَيُجْدِي ذَكَاءُ البَصَر؟!
وَإنْ لَمْ يَكُنْ لِلعُلَى مِنْ مَنَاصٍ
فَمَا ذا تُفِيدُ حَيَاةُ البَشَر؟!
وَلا كُلُّ مَا دَقَّ فِيهَا فُؤَادٌ
بِأحْيَاءَ لَوْشَابَهَتْ فِي الصُّوَر
وإنَّ الحَيَاةَ إبَاءٌ وَعِزٌّ
وأخْلاقُ مَجْدٍ وَحَزْمُ الصَّدر
وَرَفْضُ الهَوَانِ وَعِيشَةُ حُرٍّ
وَلَيْسًا سَوَاءً : رقيق وَحُر
إذَا لَمْ يَكُن لِلتَّحَدِّي مَجَالٌ
فَلا يَنبَغِي أن يَطُولَ العُمر
لأكْلٍ وَشُربٍ
وَمَلإ وِعَاءٍ
وإرضَاءِ جُوعِ الهَوَى المُسْتَعِر
وَمُسْتِلْقِيًا فِي سَريرِ النَّعِيمِ
وَمُسْتَغْرِقًا فِي صُنُوفِ الدَّعَر
كَتِمْثَالِ صَخْرٍ وَأنَّى لًهُ مِنْ
شُعُورٍ وَحِسٍّ وَنَفْعٍ وَضَر!
***
قَضَى اللهُ الا يَدُومَ رَئيسٌ
وَلا جَورُهُ المُستَبِدُّ الأشَر
وأن لا يَطُولَ اغتِصَابٌ وظُلمٌ
لِشَعْبٍ جَرِيحٍ, طِوَالَ الدَّهر
أُحَيِّي الشُّعُوبَ وآمالَهَا مِن
محيط وَحَتَّى خليج البَحر
هَنيئًا لِثَورَاتِكُم وهَلُمُّوا
إلَى الضَّوءِ .. هَذَا طُلُوعُ الفَجر!
وطُوبَى لِرَكْبِ الجِهَادِ القَدِيسِ
عَلَى كُلِّ طَاغٍ عَدُوِّ العَصر
إذا قام طَاغٍ بِسَفكِ الدِّماءِ
وقَصفٍ ورَمْيِ رَصَاصِ البَطَر
فماذاك يُقصِي عن القَصدِ شِبْرًا
وما ذاك يُدْني لِواءَ الظَّفَر
لقد راح عَهدُ الجُمودِ وهَذا
لمِيعادُ شبَّانِ شعبٍ أغَر
ومِيعادُ حتف الظلامِ الطَويلِ
نِهايةُ عصرِ نظامِ القًهر
***
وَكَمْ مِنْ ضَحَايَا لِهَذَا الجِهَادِ
صَغِيرًا وَشَيْخًا دَفِينَ الحُفَر
كَمَا حُرِّمُوا مِن حُقُوقِ الحَيَاةِ
لَقَدْ حُرِّمُوا مِن ْحُقُوقِ القَبْر
ورُبَّ فتًى فِي رَبِيعِ الحَياةِ
غَدا طالبًا فِي الصَّباحٍ النَّضِر
ومَا عادَ للبَيتِ الا دِماءٌ
مساءًا, وإلا لُحُومٌ حُمر
ومَا عَادَ أحلامُ قلبٍ صغيرٍ
وما عادَ ذاكَ الطَّموحُ الأغَر
وقد وَدَّعوا الدارَ فِيها دُموعُ
حَريمٍ بَكَتْ في لَيالِي السَّهَر
وآلامُ قلبٍ لِأُمٍّ حَنُونٍ
وأشجانُ جَنْبَيْ ابٍ مُنكسِر
وَفاءًا لآبائكُم أومِثالا
لأبنائكُم فِي غُضُونِ الدَّهر
***
وَإنْ يَقْتُلوكُمْ فَلا يهزموكُم
وَمَنْ جَدَّ فِي السَّعْيِ يَجْنِي الثَّمَر
وَلا بُدَّ مِن أنْ تُضَحَّى أمُورٌ
لِنَيْلِ المَرَامِ العَظِيمِ الخَطَر
وَمَنْ رَامَ زَهْرًا فَلا بُدَّ مِن أن
يُصَابَ بِشَوكٍ لِقَطْفِ الزَّهر
وَلا تَحْسَبُوا ما جُرِحْتُم خَسَارًا
سَيَشْفِي الجُرُوحَ دَوَاءُ النَّصْر
سَيُمْحَى الظَّلاَمُ وَيُبْدَى الضِّيَاءُ
وَيُعْلَى اللِّوَاءُ لِوَاءُ الظَّفَر
سَتَأتِي تَبَاشِيرُ حُرِّيَّةٍ فِي
قُرَاكُم وَتَغْشَى جَمِيعَ القُطر
وَتُثْلِجُ أكْبَادَكُم مِن سَقَاهَا
كَمَا يُثْلِجُ الأرْضَ وَقْعُ المَطَر
***
أيا شَعبُ ربِّي شَهيدٌ عليكُم
شهيدُ خِضابِ دِماءِ النَّحَر
فُؤادِي رَهينٌ بكُم غَيرَ أنِّي
حَريصٌ علَيكُم كأُمِّ البكر
وَتَمْضُونَ سَيْرًا بِكُلِّ الصِّعَابِ
إلى عَتَبِ العَالَمِ المُسْتَقِر
وَفَاءًا لآبائكُم أومِثَالا
لأبْنَاءِكِمْ فِي غُضُونِ الدَّهر
يَقُصُّونَ عَنْكُم إذا جَنَّ لَيْلٌ
وَتُحْكًونَ فِي كُلِّ نَادِي السَّمَر
***